2009/02/06
تابع للجزء الثاني
.
إنه يوم طويل لم أنته سوى من الجزء الصباحي منه . أنا الآن في طريقي إلى فضاء فسيح آخر يتلقفني برحابة أحتاجها عندما تضيق علي قلوب ركضت إليها فـ صدتني . قبل أن أصل إلى المخيم بقليل تركت سيارتي التي أحب و هاتفي الذي أكره في مكان آمن لأسباب تخصني . أعلم أن " حركات " كهذه تغيظ البعض لكن لا يهم ما يظنه الغير بي ، ما يهمني هو راحتي و اطمئناني لما أفعل . و حين دعوت أختي إلى اصطحابي من ذلك المكان الآمن إلى موقع المخيم ، لم تمانع و أتتني دون استهزاء و لا أسئلة .. هي تفهمني جيداً و أنا أقدر كثيراً من يفهمني . ه
.
سارة و منيرة .. أجمل مخلوقتين يجيدان استقبالي عند وصولي . أحياناً يلهيهم اللعب عني لكن فور أن أراهم و أضمهم إلى صدري ينبعث حنانهم إلى القلب فأنسى أن أعاتبهم . بعض الأطفال أكثر حنانـاً منا نحن الكبار و هما من ذلك البعض . أما أنا .. لا أدرك مدى صدق شدة حبي لطفل ما إلا حين أقـبِّـله بعنف و أحمله بخفة و أدعك ظهره و أضرب مؤخرته كما أفعل معهما . و كما تقول أمي لا أدري ماذا سيحدث عندما تكبران .. مع من سنلهو ؟ لا أنكر أيضاَ أنني أعشق حمنـِّي و أجده لذيذاً كـ حبة شوكولاتة سويسرية .. لكن سارة و منيرة غير . ه
.
و نحن نـنـتـظر الغداء في الخارج كنت أسر إلى إحدى قريباتي بأننا مملين و أن موسم البر سينتهي و نحن إلى الآن لم نغامر بـ حماقة كـ عادتنا . لا أذكر أنه مرت ساعة على هذا الحديث حتى قالوا لي أنهم سيستأجرون بقيات و سيارات من مخيم قريب بالإضافة إلى ترامبولين ضخم سيبعث أجواء الفرح في أرجاء المكان . و فعلاً كان ذلك النهار مختلفاً كما أن إحدى المغامرات الصغيرة بائت بالفشل . . فشل جعلني أخرج من المخيم بالبقي و أنا ألتصق بظهر "هيونة " و أعود إليه و أنا متشبثة من الخارج بـ "وانيت " ! حتى أن أحد أبناء خالتي انفجر ضاحكاً عندما رآني و قال بكل جرأة : أحسبك جمال الصبي ! ه
.
إلى هنا و أنا أقضي نهاري مع أقاربي و أخوتي الصغار غير الأشقاء بـ سعادة لكن دون مفاجآت . المفاجأة الكبرى بالنسبة لي حدثت بعد مغيب الشمس ، حين داهمتنا صرخة من بو خالد يدعوا فيها إبنته إلى الصعود إلى السيارة فوراً لأنهم سيذهبون إلى" القاعدة ". ه
و هي تهم بالخروج من الخيمة ، التفتت علي وسألتني : تروحين معانا ؟
.
طبعاً بروح ! من الذي يستطيع أن يقول لا للقاعدة ؟
.
حين علم بمجيئي ، لم أسلم من سلاطة لسانه و حين رددت عليه بسلاطة مماثـلة تأكدت أنه بعد سنوات الخصام والجفاء التي أبعدتنا جميعاً عنه ، عودة العلاقات إلى سابق عهدها ستـتم لا محالة و أنه لم يعد في قلوبنا شيء حتى نمتنع عن مناكفة بعضنا البعض . ه
.
يتبع