يقول أحد الكتاب : ه
اذا حدثتك نفسك بشيء جميل
افعله حالاً قبل أن تعدل عن رأيها . ه
.
تمر أشهر عدة حتى أقرر أن أتصل بها دون أن أتردد أو أجد لنفسي مبرر لأهرب من ذلك الإتصال . ليس شوقاً أو اهتماماً حقيقياً ذلك الذي يدفعني إلى هاتفي .. إنها الرغبة بالتخلص من ثقل الشعور الخانق الذي أحس به عندما أتذكر بأنني لم أؤدي واجبي لأكثر من سنة . و كم تستنزفنا تلك الواجبات .. يجب أن أتصل .. يجب أن أظهر نبرة اشتياقي .. يجب أن أسأل عن آخر أخبارها.. يجب أن أفرح لفرحها و أحزن لحزنها .. يجب أن أواسيها أو العكس .. أبارك لها.. يجب أن أفعل أشياء كثيرة .. فقط من أجل العشرة
أفففف ... الوفاء و العشرة لم يعودا يهماني هنا لأنهما يجعلاني مزيفة .. ه
أحياناً ..أجد أنني أبالغ في مشاعر كهذ ه ... فكيف لاتصال سنوي لمدة دقائق أن يؤزمني إلى هذا الحد ! ه
هل هو الشعور بتأنيب الضمير لأنني لم أعد أملك ذلك القلب الوفي ؟
هل هو الخوف مما قد يقال عني عندما " لا أتصل " ؟
هل هو عجزنا عن الرحيل عن حياة البعض مراعاةً لمشاعرهم ؟
خاصة إنهم لم يتسببوا لنا في أي أذى
.
لكن يا ربي ما حاجتي لأن أتواجد في حياة أشخاص لم يعد يربطني بهم أي شيء
لا مشاعر ولا أراضي مشتركة نقف عليها معاً
فأنا معهم أشعر أنني معلقة في الهواء ! ه
الهواء ... الفضاء .. اللاشيء في صداقات كهذه يرهقني
::
أمسك الهاتف .. أذهب لحرف الألف .. أنظر إلى الشاشة .. ه
Calling Flana ..
تمر ثانية ..ثانيتان ..عشر ... لا أذكر
لكنها .. لم ترد ..
! لا يهم
المهم هو أنني انتهيت من أداء الواجب و تلك الـ
Missed Call
شاهد على ذلك .. فهو صك براءتي الذي سيثبت لهم .. أنني ما زلت أذكرهم و أهتم
عكس ما ظنوه بي .. بعد غيابي
أحياناً .. لا نحتاج إلى تلك المكالمة/المحادثة .. حتى نبريء أنفسنا من سوء الظنون
A missed call is enough
::
هذه صداقة لا أعرف كيف أبقيها
إنها تتسرب من أرشيف حياتي .. شيئاً فشيئاً
و قلبي بكل برود لا يبالي
أو ربما يبالي لكنه في أوقات كثيرة لا يعرف أن يمارس أو يقول ما لا يحسه ...ه
::
بعد ساعات قليلة .. يأتيني منها اتصال
أوكي سأرد
شلوني و شخباري
و هي شلونها و شخبارها
هي سافرت دبي
و آنا سافرت لبنان
هذا أحلى ما في الموضوع ..لأن حكايات السفر ستوفر بعض الأحاديث المشتركة
و من ثم ينعطف الحديث لأسئلة لا معنى لها و لا هدف
هي تسأل : أختج ما سوَّت بيبي ؟ ماكو شي بالطريج ؟
أنا أجاوبها ثم أرد : فلانة أختج ما تزوجت ؟
أبالغ أكثر : إيه عيل نذكرها حق أحد ؟
.
آآآه أنا لست نفسي عندما أحادثها .. أبداً لست نفسي ! ه
لمَ أهتم لزواج أختها ؟
و لم َهي جداً مهتمة في مسألة حمل أختي لتسألني عنه في كل مرة ؟
أظن أنه لم يعد لدينا ما نتحدث به عن أنفسنا ... فكل أحداث حياتنا الجديدة أصبحت من الأسرار التي لا نشي بها إلا إلى المقربين .. و القرب هنا لا يمت لنا بصلة
لذا نتشاغل بأخبار من حولنا
أخبار لا يعنيني أي شيء منها بحق
.
.
.
ننهي المكالمة بعد أن أصابتنا سكتة عادة ما تتخلل مثل هذه الأحاديث
ننهيها بأكثر العبارات زيفاً و حشواً للكلام
أنا : سلمي على أمج و خواتج
هي : انتي بعد ! ه