Sunday, March 02, 2008

مقتطفات روائية - 3

تحدثنا بمواضيع عديدة ونحن نرشف القهوة التي لها طعم المرارة والخيبة، كانت روحي منفصلة عني، تهيم هناك في أروقة ماض بعيد بعيد، ماض اعتقدتُ أنه مات..‏
اندفعت دموع حارقة إلى عيني ورغبتُ لو أصرخ في قلب القاعة الغاصة بالشخصيات العلمية المرموقة: أدفع عمري ثمناً ليرجع الزمن عشرين سنة.‏
لأتزوج هذا الرجل، وأنجب أطفالاً..... أطفال الحب.‏
.
ياه أية جريمة أني خسرته! من أحبني مثله!‏
.
كنتُ أتذوق نغمة صوته، فأحس الصوت يتحول إلى راحةٍ من حنان تمسح جلدي اليابس...‏
.
امرأة تتسول دفء الماضي... دفء رجل لم تعد تعني له شيئاً...‏
.
ياه ، يا لألسنة اللهب الطالعة من روحي، خجلت، إذ أدركتُ أن تـنفسي مسموع... أتراه يشعر بلهاث أشواقي يلفح وجهه.‏
حاصرنا الأصدقاء والمعارف، وتحلق حوله طلابه يسألونه... اعتذر لانشغاله، مدّ يده ليصافحني مودعاً... متمنياً أن نلتقي دوماً في المؤتمرات.‏
.
تجسدت بيني وبينه صورة قلعة سمعان الساحرة، وذلك العناق الأشبه بالذوبان، والذي دام دهراً كما أحسسنا.‏
ضغطتُ على يده، اليد ذاتها التي طالما داعبت وجنتي بحنان آسر...‏
.
اندفعت دموع إلى عيني ، دموع مباغتة، مُحرجة، وقبل أن يسألني، ما بك، أسرعت أقول: هكذا أنا دوماً، أتحسس من الدخان في الأجواء المغلقة...‏
.
ابتسم، ثم استدار مديراً ظهره للماضي، تاركاً امرأة تتفرج على حطام أحلامها.‏
.
.
.
من قصة بعنوان : انخطاف ، للكاتبة السورية هيفاء بيطار

7 comments:

Someday said...

may we never meet again, for I won’t bare it

ولد الديرة said...

يعتمد

في ناس ممكن يتلاقون مرات

يعتمد

جنة الحواس said...

Somdeay ..

Ameen .. It feels awful .

:: :: ::

ولد الديرة

شكلك حتى هالبوست ما فهمته

عين said...

مقتطف مفعم بالإشتياق
تنخطف فيه الأنفاس
::

Anonymous said...

ouch!!

7osen said...

صباح الخير


إختيار جميل



اعجبتني

:)

ولد الديرة said...

Broke

تهقين :)

ماني معلق اكثر

:P