( مقال د. ناجي الزيد في القبس اليوم )
..
.
كان ملك الحوار والنقاش، ساحرا بمعنى الكلمة، شجاعا وجريئا وواضحا و«يبرّدْ القلب» أمام الأعداء.. صديق الجميع، وعدو الحزن، يشع الأمل في عينه ، و يشيع الفرحة في قلوب الجميع صغيرا وكبيرا، والنكتة جزء من حياته. مناضل ضد الظلم والظلام ويدفع الثمن، وفيّ لأصدقائه، سريع الغفران لألدّ اعدائه، مبارز فذ في اظهار الحق، محارب شرس للجهل والجهالة، أكاديمي ، أحبّه وقدّره واحترمه طلبته ، ومفكر ذو مستوى راق . متبحّر في القضايا الفكرية والسياسية والفلسفية ، كان همّه الوطن ، ويندر وجود ذاكرة كذاكرته ، تحفظ هذا الكم الهائل من الأسماء ، فهو لا يتردد في التأكيد على معرفته بآبائهم وابنائهم و أقربائهم يذكرهم بود و يحفظ لهم الود . صبور على الشدائد ولم يثقل على أحد ببث همومه ، وفي لعائلته بجميع أفرادها ، ولا يبخل عليهم بمحبته لكل فرد منهم ويعز من ينتمي اليه .ه
.
إنه شعلة انطفأت ، ومفكر عملاق انزوى ، وقيادي محترم لليبرالية والتفتح ، وبغيابه ستخسر الصفحة الأخيرة كاتبـًا مرموقا ومتميزًا ، كم تمنيت أن يكون خبر وفاته هو مجرد تعليق على غياب أربعائيات ، ولكن الحقيقة المرة أن الموت حق برقاب العباد ، مشيئة الله سبحانه وتعالى أرادت أن يتوفى الدكتور أحمد الربعي في هذا اليوم الأربعاء وفي هذه الساعة. أحمد الربعي يحتاج الى كتاب كامل ، بل كتب ، لتغطية نعيه ، فهذه الزاوية لا تعطيه حقه . رحم الله الدكتور أحمد الربعي وأسكنه فسيح جناته ، وعزائي الحار للكويت حبه الأول والأخير ولأهلها بوفاته ، وليس فقط لأفراد عائلته، فالكل حزين ، سنة وشيعة و بدوا و حضرا ، فقد وحّد رحمه الله الناس من حوله . ه
.
أخي أحمد ، كم نحن بحاجة إليك في هذه الأزمات التي نمر بها في وطننا الغالي، ألف رحمة تنزل عليك يا صديق الجميع
زز
د. ناجي سعود الزيد