(1)
.
يحل الليل حاملاً معه ملهيات مختلفة و كثيرة أجملها صورة فراشك الوثير و هو يتراءى أمامك لكنك تلقي كل شيء .. كل شيء و راء ظهرك و تـنـتـزعه من قلبك و تستعد للذهاب إلى مكان تحتاج إلى أن تتواجد فيه لأنك تحبه و تجد فيه ما لا تجده في مكان آخر
.
.
(2)
.
تغتسل .. تتهندم .. تلبس أطهر وأبسط و أجمل ما عندك لأنك مع موعد مع من ليس كمثـله شيء و تخرج من المنزل و القلق يأكلك لأن وصولك إلى ذلك المكان سيتطلب بعض العناء لكنك بالنهاية تحصل على ما يليق ببيض نواياك
.
.
(3)
.
تهرول حتى تصل إلى تلك البقعة التي يفترض أن تؤدي بها طقوس اللقاء و أثناء الهرولة ، تشعر بأن همومك تتطاير منك .. ذنوبك و خطاياك تخف و كأن هناك من ينتشلها منك .. قلبك منشرح .. أنفاسك مضطربة و السكينة تلف المكان الذي أنت فيه بالرغم من وجود 35 ألف شخص ينتشرون بشكل متناثر حولك . و من ثم تبدأ الطقوس وتضع نفسك بين يديه محاولاً أن تـنسى الدنيا و ما فيها من أجله لأنك تعلم بأنك نسيته من أجل الدنيا كثيراً
.
.
(4)
.
تـلجأ إليه بكل جوارحك .. نبضات قلبك و دفقات دمك ، مسخراً جسدك بأكمله لحركات 35 ألف شخص يشاركونك تأديتها في نفس الوقت بغض النظر عن اختلاف
أجناسهم .. أشكالهم .. أعمارهم
جنسياتهم .. لغاتهم .. اهتماماتهم
فتستشعر المفاهيم التي تغيب عنك أحياناً من مساواة و توحيد للألوهية و الربوبية و تزداد تعظيماً لربك و دينك و تطمئن
.
.
(5)
.
ينتهي الأمر بدعاءٍ تبتهل فيه إلى الله بكل ما يملأ قلبك من إيمان
تحمده .. تسبحه .. تـتذلل إليه
ترجوه .. تسأله حاجاتك
و تغسل روحك و تطهرها بدموعك
مغادراً المكان و أنت متيقن بأن صلاة القيام
في المسجد الكبير لا توصف و لا تكتب
لكنها تعاش و تحس و بالـتأكيد تبقى في الذاكرة