Sunday, October 07, 2007

ليلة لها هيبتها

(1)
.
يحل الليل حاملاً معه ملهيات مختلفة و كثيرة أجملها صورة فراشك الوثير و هو يتراءى أمامك لكنك تلقي كل شيء .. كل شيء و راء ظهرك و تـنـتـزعه من قلبك و تستعد للذهاب إلى مكان تحتاج إلى أن تتواجد فيه لأنك تحبه و تجد فيه ما لا تجده في مكان آخر
.
.
(2)
.
تغتسل .. تتهندم .. تلبس أطهر وأبسط و أجمل ما عندك لأنك مع موعد مع من ليس كمثـله شيء و تخرج من المنزل و القلق يأكلك لأن وصولك إلى ذلك المكان سيتطلب بعض العناء لكنك بالنهاية تحصل على ما يليق ببيض نواياك
.
.
(3)
.
تهرول حتى تصل إلى تلك البقعة التي يفترض أن تؤدي بها طقوس اللقاء و أثناء الهرولة ، تشعر بأن همومك تتطاير منك .. ذنوبك و خطاياك تخف و كأن هناك من ينتشلها منك .. قلبك منشرح .. أنفاسك مضطربة و السكينة تلف المكان الذي أنت فيه بالرغم من وجود 35 ألف شخص ينتشرون بشكل متناثر حولك . و من ثم تبدأ الطقوس وتضع نفسك بين يديه محاولاً أن تـنسى الدنيا و ما فيها من أجله لأنك تعلم بأنك نسيته من أجل الدنيا كثيراً
.
.
(4)
.
تـلجأ إليه بكل جوارحك .. نبضات قلبك و دفقات دمك ، مسخراً جسدك بأكمله لحركات 35 ألف شخص يشاركونك تأديتها في نفس الوقت بغض النظر عن اختلاف
أجناسهم .. أشكالهم .. أعمارهم
جنسياتهم .. لغاتهم .. اهتماماتهم
فتستشعر المفاهيم التي تغيب عنك أحياناً من مساواة و توحيد للألوهية و الربوبية و تزداد تعظيماً لربك و دينك و تطمئن
.
.
(5)
.
ينتهي الأمر بدعاءٍ تبتهل فيه إلى الله بكل ما يملأ قلبك من إيمان
تحمده .. تسبحه .. تـتذلل إليه
ترجوه .. تسأله حاجاتك
و تغسل روحك و تطهرها بدموعك
مغادراً المكان و أنت متيقن بأن صلاة القيام
في المسجد الكبير لا توصف و لا تكتب
لكنها تعاش و تحس و بالـتأكيد تبقى في الذاكرة

8 comments:

Fahad Al Askr said...

السلام
فاتني أعلق على البوست اللي طاف، بصراحة روعة
سلام

esTeKaNa said...

الله يتقبل منا ومنج صالح الأعمال
ابدعتي في وصف ليل القيام
مجاهدة النفس وترك لذيذ النوم
ووضع اليد على القلب واستشعار الخشوع مع ايات القرآان والتذلل في الدعاء
ليالي عجيبه
الله يعودها علينا يا بروك
ويبرد قلوبنا ويريحها
قولي آمييين
:)

Amal said...

الله يتقبل منا ومنك صالح الأعمال,,,

لا شك أنه وصف دقيق وجميل

العبارة التي عجبتني بشدة:



تهرول حتى تصل إلى تلك البقعة التي يفترض أن تؤدي بها طقوس اللقاء و أثناء الهرولة ، تشعر بأن همومك تتطاير منك .. ذنوبك و خطاياك تخف و كأن هناك من ينتشلها منك .. قلبك منشرح


فعلا شعور مريح,,

رغم تثاقل بعض الخطى قبيل الوصول,,

أحيانا,,
بسبب نفوسنا التي تهوى الراحة,,

الا أن الاحساس الذي تخرج به من الصلاة
يسوى الصراحة,,





أمس مريت هاجن داز,,
وتذكرتك بكل رشفة
؛)

bo9ali7 said...

الله يتقبل منج

جنة الحواس said...

فهد العسكر

و عليكم السلام

شكراً

:)

:: :: ::

Estekana ..

آمين .. الله يسمع منك

صلاة القيام و الدعاء من أحب العبادات إلى قلبي .. الراحة النفسية التي تتولد بعد تأديتها كأنها تغسل روحك بماء بارد

:: :: ::

Amal ..

آمين

::

بالضبط .. خاصة المسجد الكبير ..معاناة على ما تلقين موقف .. و توصلين المكان اللي تبينه .. بس كله بأجره

:: :: ::

يا بختي .. ذاكرتني مع رشفات الأفوكاتو
:*

شي جميل

بس ليش تيبين طاري هاقن داز ؟
:(

حدي يوعانة الحين و ميتة من البرد كعادتي بالدوام و راسي صاكني
و فوق كل هذا الشغل حده خفيف

:/


:: :: ::

Bo 9ali7

منا و منك

الزين said...

رائعه

ومتألقه انت اليوم يا بروك

ودائما وابدا مختلفه

اختلاف لذيذ

يدغدغ المشاعر

ويجعلنى ادرك

ان هناك من باستطاعته ان يبهرنى

ينقلنى الى عالم آخر

انت من كنت اليوم تهدينى هذه النقله

مشكوره وايد

lawyer said...

و انتي تهرولين تلحقين على المكان و تروحين

ما اييييييج احساس الحرم؟؟
وكانج بتروحين عممممممممره

جنة الحواس said...

Zozota ..

شنو هالتعليق الجميل ؟

كلمة مختلفة وايد تفرحني لأني ما أحب أكون تقليدية أو أكتب/أقول شي مستهلك
عندي عقدة من هالسالفة

::

شكراً لأنك أكدتي لي أن كلماتي وصلت بما أنها نقلتك إلى مكان آخر

:: :: ::

Lawyer

صح .. احساس مشابه
يمكن مقارنتي غير منصفة
بس انا بالنسبة لي المسجد الكبير
من ناحية الخشوع و السكينة وايد أفضل