معهم آمنت أن جزءًا مني خلق لدور كهذا ، لوجود كهذا ، و محاولة كهذه . هم أيضاً ساعدوني على الإتزان . كنت أقوى بهم ، و أتكل عليهم في تعديل مزاجي و تصحيح مسار يومي ، أتكل عليهم ليخلقوا مني إنساناً أفضل ، خارج مقاييس البشر، و مقاييس الملائكة أيضاً . ه
.
كانت تدهشني ردود أفعالهم تجاه الحياة . تدهشني تفاصيلهم الصغيرة ، إغماضة أعينهم ، تحريك أصابعهم ، و الطابع الذي تأخذه تعابير وجوههم حين يشيرون لحاجتهم إلى الحمام ، ضجيجهم وقت الفطور ، و إمتعاضهم إثر شرب العصير . يدهشني وقت الحكاية اليومية و كيف يتكومون على الأرض محيطين بي من الجهات الأربع ، و حين يجربون إستباق أحداث الحكاية ، و حين يلمسون كتاب الحكاية ، و الألوان و تعرج الخطوط ، و تعاريش النباتات ، و كيف عندما ننتهي من سرد الحكاية يعيدون تصوير مشاهدها التي أعجبتهم . يدهشني تصفيق واحدهم لنفسه لمعرفته الحل الصحيح . و حين أنسى علبة الحلوى يتمدد الخذلان في عيونهم و التأفف في أفواههم . كانوا جنتي الصغيرة ، التي تخبيء لي كل يوم دهشة أكبر من أجل اليوم التالي . ه
::
من رواية الآخرون
للكاتبة : صبا الحرز
3 comments:
تعبير رقيق وواقعي لملائكتنا الصغار
:)
أضيف إليها
إمتعاضهم لشرب الدواء
:)
بعد التحيه
وصف رائع لحياة الأطفال؟! طالما تكلمتي عن روايات لم أقرأ لكاتب عربي روايات بجمال كتابات و روايات أمين معلوف لبناني الاصل يكتب بالفرنسيه و طبعا تترجم للعربيه اجمل ما قرات له : سمرقند، صخرة طانيوس ، رحلة بالدلسار و غيرها الكثير اصبح لي كالسيجاره فكتاباته ادمان لا يضر
شكرا لك
Nikon 8
صحيح
لم أجد أفضل من ذلك المقتطف ليعبر عن علاقتي بالأطفال
:: :: ::
بركان
كم أشتاق إلى إدماني لكتاب معينين
كثيراً ما سمعت عن سمرقند لكن مع الأسف لم أقرأها إلى الآن
سأفعل متى ما سمح مزاج القرءاة بذلك
:)
Post a Comment