Sunday, January 18, 2009

مقتطفات روائية -6

معهم آمنت أن جزءًا مني خلق لدور كهذا ، لوجود كهذا ، و محاولة كهذه . هم أيضاً ساعدوني على الإتزان . كنت أقوى بهم ، و أتكل عليهم في تعديل مزاجي و تصحيح مسار يومي ، أتكل عليهم ليخلقوا مني إنساناً أفضل ، خارج مقاييس البشر، و مقاييس الملائكة أيضاً . ه
.
كانت تدهشني ردود أفعالهم تجاه الحياة . تدهشني تفاصيلهم الصغيرة ، إغماضة أعينهم ، تحريك أصابعهم ، و الطابع الذي تأخذه تعابير وجوههم حين يشيرون لحاجتهم إلى الحمام ، ضجيجهم وقت الفطور ، و إمتعاضهم إثر شرب العصير . يدهشني وقت الحكاية اليومية و كيف يتكومون على الأرض محيطين بي من الجهات الأربع ، و حين يجربون إستباق أحداث الحكاية ، و حين يلمسون كتاب الحكاية ، و الألوان و تعرج الخطوط ، و تعاريش النباتات ، و كيف عندما ننتهي من سرد الحكاية يعيدون تصوير مشاهدها التي أعجبتهم . يدهشني تصفيق واحدهم لنفسه لمعرفته الحل الصحيح . و حين أنسى علبة الحلوى يتمدد الخذلان في عيونهم و التأفف في أفواههم . كانوا جنتي الصغيرة ، التي تخبيء لي كل يوم دهشة أكبر من أجل اليوم التالي . ه
::
من رواية الآخرون
للكاتبة : صبا الحرز

3 comments:

nikon 8 said...

تعبير رقيق وواقعي لملائكتنا الصغار
:)
أضيف إليها
إمتعاضهم لشرب الدواء
:)

بـركـــــان said...

بعد التحيه

وصف رائع لحياة الأطفال؟! طالما تكلمتي عن روايات لم أقرأ لكاتب عربي روايات بجمال كتابات و روايات أمين معلوف لبناني الاصل يكتب بالفرنسيه و طبعا تترجم للعربيه اجمل ما قرات له : سمرقند، صخرة طانيوس ، رحلة بالدلسار و غيرها الكثير اصبح لي كالسيجاره فكتاباته ادمان لا يضر

شكرا لك

جنة الحواس said...

Nikon 8

صحيح

لم أجد أفضل من ذلك المقتطف ليعبر عن علاقتي بالأطفال

:: :: ::

بركان

كم أشتاق إلى إدماني لكتاب معينين

كثيراً ما سمعت عن سمرقند لكن مع الأسف لم أقرأها إلى الآن


سأفعل متى ما سمح مزاج القرءاة بذلك

:)