قهوة لفمين . .ـ
أغرق فيها كقطعة سكر
أرتشفها بهال الشكر
حمدا لك . . ـ
يا من وضعت إعجازك في شفتين
وجعلتهما حكرا عليًّ
استغربت من نبرة صوتها الغاضبة حين طلبت مني ألا أتمادى في ازعاجي و أنا أفتح باب غرفتي الذي يفصلني عن غرفتها و حين اتجهت إلى غرفتها لأخذ بعض المناديل .. وجدتها في سريرها كعادتها في ذلك الوقت ، و لمحت عينيها المتورمتين و شيئاً من دموعها . لم أجزع كثيراً و أنا أراها بهذا الوضع و كأنني تنبأت بالأسباب . حاولت تهدئتها .. أحضرت لها منديلاً لمسح دموعها ثم طلبت منها أن تذهب لغسل وجهها حتى تهدأ ثم تحدثني عن سبب تلك الدموع . ه
.
عدت إليها بعد أن تأكدت من هدوء انفعالها .. استدرجتها للحديث و فرشت لها الأسباب التي أتوقعها حتى أسهل عليها الأمر .. و حين وصلنا إلى أرض مشتركة تأكدت بأنني ما زلت أفهمها جيداً .. فشعرْت بارتخاء أعصابها رغم استمرارها في البكاء .. قلت لها أن دموعها ستشعرها بالتحسن فلا داعي لأن تتوقف . ه
.
أحزنني كثيراً أنها تعرضت لانهيار عصبي في المدرسة لم تستطع معه اكمال يومها الدراسي و كان السبب في ذلك ما حصل معها في الليلة السابقة . كانت أختي تعاني من تراكمات ادخرتها في خزانة قلبها على مدى أشهر .غيابي عن المنزل و انشغالي في حياتي الجديدة كان أولها و عوضاً عن أن يجعلها ذلك تتقرب من أمي .. اتسعت الفجوة بينهما أكثر .. و آخرها كان حرماننا لها من صديقة سيئة أرعبتنا فكرة وجودها في حياة أختي . و لكي تلهي نفسها عن كل تلك الضغوطات فكرت بالاشتراك بدورة لتعلم ركوب الخيل، و حين ذهبت لتتجول في المكان قبل أن تباشر عضويتها .. اكتشفت و هي تداعب خصلات شعر أحد الخيول هناك أنها تعاني من حساسية مفرطة تجاهها .. فعادت في تلك الليلة خائبة الأمل .. متورمة العينين .. و أهم شي بلا صوت . فكان ذلك بمثابة وخزة الابرة التي فجرت بالون الضغوطات التي كانت تحمله رغماً عنها . ه
.
أضحكني الأمر بقدر ما أحزنني و شعرت بـتأنيب الضمير لانشغالي عنها لكني كنت متأكدة من قدرتي على حل المشكلة . ضممتها إلي و ذكرتها بأني تزوجت و لم أمت و بأن هاتفي معي طوال اليوم فهي بامكانها أن تحدثني عن أسخف ما قد يحدث لها .. و إن لم تجدني طلبت منها أن تكتب أي شعور سلبي أو ايجابي تريد الحديث عنها فاستساغت الفكرة . و بعد ذلك خرجنا معاً لوحدنا حتى تشعر بأن وقتي لها بالكامل هذه المرة ... فعادت إلى المنزل و الابتسامة و الامتنان يوردان خديها . لكن بالرغم من أنه بامكاننا دائماً أن نصلح الأمور مهما ساءت .. إلا أنه من الأفضل أن نتفادي ذلك بأن لا نبتعد عمن نحب مهما كانت الأسباب فهناك طريقة ما لتواصل مهما انشغلنا .. حتى لا تتسع الفجوة و يمتليء البالون .. ثم ينفجر بنا وحيدين .. دون رحمة . ه
:: :: ::
" عزاء "
أتفنن في خلق الأعذار لنفسي
حتى لا أتواجد في تلك الأمكنة
مخرج "ه"
في محاولة مني لاستراضاء حسي الكتابي ( الزعلان ) و لإعادة إحياء المدونة التي أصيبت بالسكتة اللغوية مؤخراً .. سأخصص دقائق -يومياً- من وقتي المجنون لكتابة أي كلمة أو فكرة أو شعور يشغلني و بالعزاء أبدأ محاولتي الأولى